الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حجا ) الحاء والجيم والحرف المعتل أصلان متقاربان ، أحدهما إطافة الشيء بالشيء وملازمته ، والآخر القصد والتعمد .

                                                          [ ص: 142 ] فأما الأول فالحجوة وهي الحدقة ، لأنها من أحدق بالشيء . ويقال لنواحي البلاد وأطرافها المحيطة بها أحجاء قال ابن مقبل :


                                                          لا يحرز المرء أحجاء البلاد ولا يبنى له في السماوات السلاليم

                                                          ومحتمل أن يكون من هذا الباب الحجاة ، وهي النفاخة تكون على الماء من قطر المطر ، لأنها مستديرة .

                                                          والأصل الثاني قولهم : تحجيت الشيء ، إذا تحريته وتعمدته . قال ذو الرمة :


                                                          فجاءت بأغباش تحجى شريعة

                                                          ويقولون حجيت بالمكان وتحجيت به . قال :


                                                          حيث تحجى مطرق بالفالق

                                                          والحجو بالشيء : الضن به ; يقال حجئت به أي ضننت . وبه سمي الرجل حجوة . وحجأت به : فرحت . وقد قلنا إن البابين متقاربان ، والقياس فيهما لمن نظر قياس واحد .

                                                          فأما الأحجية والحجيا ، وهي الأغلوطة يتعاطاها الناس بينهم ، يقول أحدهم : أحاجيك ما كذا ; فقد يجوز أن يكون شاذا عن هذين الأصلين ، ويمكن أن يحمل عليهما ، فيقال أحاجيك ، أي اقصد وانظر وتعمد لعلم ما أسألك عنه .

                                                          ومنه أنت حج أن تفعل كذا ، كما تقول حري .

                                                          [ ص: 143 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية