الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حم ) الحاء والميم فيه تفاوت ; لأنه متشعب الأبواب جدا . فأحد أصوله اسوداد ، والآخر الحرارة ، والثالث الدنو والحضور ، والرابع جنس من الصوت ، والخامس القصد .

                                                          فأما السواد فالحمم الفحم . قال طرفة :


                                                          أشجاك الربع أم قدمه أم رماد دارس حممه

                                                          ومنه اليحموم ، وهو الدخان . والحمحم : نبت أسود ، وكل أسود حمحم .

                                                          ويقال حممته إذا سخمت وجهه بالسخام ، وهو الفحم .

                                                          ومن هذا الباب : حمم الفرخ ، إذا طلع ريشه . قال :


                                                          حمم فرخ كالشكير الجعد

                                                          وأما الحرارة فالحميم الماء الحار . والاستحمام : الاغتسال به . ومنه الحم ، وهي الألية تذاب ، فالذي يبقى منها بعد الذوب حم ، واحدته حمة . ومنه الحميم ، وهو العرق . قال أبو ذؤيب :


                                                          تأبى بدرتها إذا ما استغضبت     إلا الحميم فإنه يتبصع

                                                          [ ص: 24 ] ومنه الحمام ، وهو حمى الإبل . ويقال أحمت الأرض [ إذا صارت ] ذات حمى . وأنشد الخليل في الحم :


                                                          ضما عليها جانبيها ضما     ضم عجوز في إناء حما

                                                          وأما الدنو والحضور فيقولون : أحمت الحاجة : حضرت ، وأحم الأمر : دنا . وأنشد :


                                                          حييا ذلك الغزال الأجما     إن يكن ذلك الفراق أحما

                                                          وأما الصوت فالحمحمة حمحمة الفرس عند العلف .

                                                          وأما القصد فقولهم حممت حمه ، أي قصدت قصده . قال طرفة :


                                                          جعلته حم كلكلها     بالعشي ديمة تثمه

                                                          ومما شذ عن هذه الأبواب قولهم : طلق الرجل امرأته وحممها ، إذا متعها بثوب أو نحوه . قال :


                                                          أنت الذي وهبت زيدا بعدما     هممت بالعجوز أن تحمما

                                                          وأما قولهم احتم الرجل ، فالحاء مبدلة من هاء ، وإنما هو من اهتم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية