الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حرم ) الحاء والراء والميم أصل واحد ، وهو المنع والتشديد . فالحرام : ضد الحلال . قال الله تعالى : وحرام على قرية أهلكناها . وقرئت : وحرم . وسوط محرم ، إذا لم يلين بعد . قال الأعشى :


                                                          تحاذر كفي والقطيع المحرما

                                                          والقطيع : السوط ، والمحرم الذي لم يمرن ولم يلين بعد . والحريم : حريم البئر ، وهو ما حولها ، يحرم على غير صاحبها أن يحفر فيه . والحرمان : مكة والمدينة ، سميا بذلك لحرمتهما ، وأنه حرم أن يحدث فيهما أو يؤوى محدث . وأحرم الرجل بالحج ، لأنه يحرم عليه ما كان حلالا له من الصيد والنساء وغير ذلك . وأحرم الرجل : دخل في الشهر الحرام . قال :


                                                          قتلوا ابن عفان الخليفة محرما     فمضى ولم أر مثله مقتولا

                                                          ويقال المحرم الذي له ذمة . ويقال أحرمت الرجل قمرته ، كأنك حرمته ما طمع فيه منك . وكذلك حرم هو يحرم حرما ، إذا لم يقمر . والقياس واحد ، [ ص: 46 ] كأنه منع ما طمع فيه . وحرمت الرجل العطية حرمانا ، وأحرمته ، وهي لغة ردية . قال :


                                                          ونبئتها أحرمت قومها     لتنكح في معشر آخرينا

                                                          ومحارم الليل : مخاوفه التي يحرم على الجبان أن يسلكها . وأنشد ثعلب :


                                                          والله للنوم وبيض دمج     أهون من ليل قلاص تمعج
                                                          محارم الليل لهن بهرج     حين ينام الورع المزلج

                                                          ويقال من الإحرام بالحج قوم حرم وحرام ، ورجل حرام . ورجل حرمي منسوب إلى الحرم . قال النابغة :


                                                          لصوت حرمية قالت وقد رحلوا     هل في مخفيكم من يبتغي أدما

                                                          والحريم : الذي حرم مسه فلا يدنى منه . وكانت العرب إذا حجوا ألقوا ما عليهم من ثيابهم فلم يلبسوها في الحرم ، ويسمى الثوب إذا حرم لبسه الحريم . قال :


                                                          كفى حزنا مري عليه كأنه     لقى بين أيدي الطائفين حريم

                                                          ويقال بين القوم حرمة ومحرمة ، وذلك مشتق من أنه حرام إضاعته وترك حفظه . ويقال إن الحريمة اسم ما فات من كل هم مطموع فيه .

                                                          ومما شذ الحيرمة : البقرة .

                                                          [ ص: 47 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية