الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حشوى ) الحاء والشين وما بعدها معتل أصل واحد ، وربما همز فيكون المعنيان متقاربين أيضا . وهو أن يودع الشيء وعاء باستقصاء . يقال حشوته أحشوه حشوا . وحشوة الإنسان والدابة : أمعاؤه . ويقال [ فلان ] من حشوة بني فلان ، أي من رذالهم . وإنما قيل ذلك لأن الذي تحشى به الأشياء لا يكون من أفخر المتاع بل أدونه . والمحشى : ما تحتشي به المرأة ، تعظم به عجيزتها ، والجمع المحاشي . قال :


                                                          جما غنيات عن المحاشي

                                                          [ ص: 65 ] والحشا : حشا الإنسان ، والجمع أحشاء . والحشا : الناحية ، وهو من قياس الباب ، لأن لكل ناحية أهلا فكأنهم حشوها . يقال : ما أدري بأي حشا هو . قال :


                                                          بأي الحشا أمسى الخليط المباين

                                                          ومن المهموز وهو من قياس الباب غير بعيد منه ، قولهم : حشأته بالسهم أحشؤه ، إذا أصبت به جنبه . قال :


                                                          فلأحشأنك مشقصا     أوسا أويس من الهباله

                                                          ومنه حشأت المرأة ، كناية عن الجماع .

                                                          والحشا ، غير مهموز : الربو ، يقال حشي يحشى حشا ، فهو حش كما ترى . فأما قول النابغة :


                                                          جمع محاشك يا يزيد فإنني     أعددت يربوعا لكم وتميما

                                                          فله وجهان : أحدهما أن يكون ميمه أصلية ، وقد ذكر في بابه . والوجه الآخر أن يكون الميم زائدة ويكون مفعلا من الحشو ، كأنه أراد اللفيف والأشابة ، وكان ينبغي أن يكون محشى ، فقلب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية