الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حر ) الحاء والراء في المضاعف له أصلان :

                                                          فالأول ما خالف العبودية وبرئ من العيب والنقص . يقال هو حر بين الحرورية والحرية . ويقال طين حر : لا رمل فيه . وباتت فلانة بليلة حرة ، إذا لم يصل إليها بعلها في أول ليلة ; فإن تمكن منها فقد باتت بليلة شيباء . قال :


                                                          شمس موانع كل ليلة حرة يخلفن ظن الفاحش المغيار

                                                          وحر الدار : وسطها . وحمل على هذا شيء كثير ، فقيل لولد الحية حر . قال :


                                                          منطو في جوف ناموسه     كانطواء الحر بين السلام

                                                          ويقال لذكر القماري ساق حر . قال حميد :


                                                          وما هاج هذا الشوق إلا حمامة     دعت ساق حر ترحة وترنما

                                                          وامرأة حرة الذفرى ، أي حرة مجال القرط . قال :


                                                          والقرط في حرة الذفرى معلقه     تباعد الحبل منه فهو مضطرب

                                                          [ ص: 7 ] وحر البقل : ما يؤكل غير مطبوخ . فأما قول طرفة :


                                                          لا يكن حبك داء داخلا     ليس هذا منك ماوي بحر

                                                          فهو من الباب ، أي ليس هذا منك بحسن ولا جميل . ويقال حر الرجل يحر ، من الحرية .

                                                          والثاني : خلاف البرد ، يقال هذا يوم ذو حر ، ويوم حار . والحرور : الريح الحارة تكون بالنهار والليل . ومنه الحرة ، وهو العطش . ويقولون في مثل : " حرة تحت قرة .

                                                          ومن هذا الباب : الحرير ، وهو المحرور الذي تداخله غيظ من أمر نزل به . وامرأة حريرة . قال :


                                                          خرجن حريرات وأبدين مجلدا     وجالت عليهن المكتبة الصفر

                                                          يريد بالمكتبة الصفر القداح .

                                                          والحرة : أرض ذات حجارة سوداء . وهو عندي من الباب لأنها كأنها محترقة . قال الكسائي : نهشل بن حري ، بتشديد الراء ، كأنه منسوب إلى [ ص: 8 ] الحر . قال الكسائي : حررت يا يوم تحر ، وحررت تحر ، إذا اشتد حر النهار .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية