الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حصب ) الحاء والصاد والباء أصل واحد ، وهو جنس من أجزاء الأرض ، ثم يشتق منه ، وهو الحصباء ، وذلك جنس من الحصى . ويقال حصبت الرجل بالحصباء . وريح حاصب ، إذا أتت بالغبار . فأما الحصبة فبثرة تخرج بالجسد ، وهو مشبه بالحصباء . فأما المحصب بمنى فهو موضع الجمار . قال ذو الرمة :


                                                          أرى ناقتي عند المحصب شاقها رواح اليماني والهديل المرجع

                                                          [ ص: 71 ] يريد نفر اليمانين حين ينصرفون . والهديل هاهنا : أصوات الحمام . أراد أنها ذكرت الطير في أهلها فحنت إليها .

                                                          ومن الباب الإحصاب : أن يثير الإنسان الحصى في عدوه . ويقال أرض محصبة ، ذات حصباء . فأما قولهم حصب القوم عن صاحبهم يحصبون ، فذلك توليهم عنه مسرعين كالحاصب ، وهي الريح الشديدة . فهذا محمول على الباب .

                                                          ويقال إن الحصب من الألبان الذي لا يخرج زبده ، فذلك من الباب أيضا ; لأنه كأنه من برده يشتد حتى يصير كالحصباء فلا يخرج زبدا .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية