الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خدب ) الخاء والدال والباء أصلان : أحدهما اضطراب في الشيء ولين ، والآخر شق في الشيء .

                                                          فالأول الخدب وهو الهوج ، وفي أخبار العرب : " كان بنعامة خدب " أي هوج ; ولعل ذلك في حروبه ، ويدل على ما ذكرناه . ومنه بعير خدب ، يكون ذلك في كثرة لحم وإذا كثر اللحم لان واضطرب .

                                                          ويقال من الأول رجل أخدب وامرأة خدباء . وقال الأصمعي : درع خدباء : لينة . قال :


                                                          خدباء يحفزها نجاد مهند

                                                          ويقال خدب ، إذا كذب; وذلك أن في الكذب اضطرابا ، إذ كان غير مستقيم . وشيخ خدب ، وصف بما وصف به البعير . قال بعضهم : إن في لسانه خدبا ، أي طولا .

                                                          [ ص: 164 ] وأما الأصل الآخر فالخدب بالناب : شق الجلد مع اللحم . ويقال ضربة خدباء ، إذا هجمت على الجوف . والخدب : الحلب الشديد ، كأنه يريد شق الضرع بشدة حلبه .

                                                          ومما شذ عن هذا الباب قولهم : " أقبل على خيدبتك " أي طريقك الأول . قال الشيباني : الخيدب الطريق الواضح . وإن صح هذا فقد عاد إلى القياس ; لأن الطريق يشق الأرض .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية