الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خل ) الخاء واللام أصل واحد يتقارب فروعه ، ومرجع ذلك إما إلى دقة أو فرجة . والباب في جميعها متقارب . فالخلال واحد الأخلة . ويقال فلان يأكل خلله وخلالته ، أي ما يخرجه الخلال من أسنانه . والخل خلك الكساء على نفسك بالخلال . فأما الخليل الذي يخالك ، فمن هذا أيضا ، كأنكما قد تخاللتما ، كالكساء الذي يخل .

                                                          ومن الباب الرجل الخل ، وهو النحيف الجسم . قال :

                                                          [ ص: 156 ]

                                                          إما تري جسمي خلا قد رهن

                                                          وقال الآخر :


                                                          فاسقنيها يا سواد بن عمرو     إن جسمي بعد خالي لخل

                                                          ويقال لابن المخاض خل ، لأنه دقيق الجسم . والخل : الطريق في الرمل لأنه يكون مستدقا . ومنه الخلال ، وهو البلح .

                                                          فأما الفرجة فالخلل بين الشيئين . ويقال خلل الشيء ، إذا لم يعم . ومنه الخلة الفقر ; لأنه فرجة في حاله . والخليل : الفقير ، في قوله :


                                                          وإن أتاه خليل يوم مسغبة     يقول لا غائب مالي ولا حرم

                                                          والخلة : جفن السيف ، والجمع خلل . فأما الخلل وهي السيور التي تلبس ظهور السيتين فذلك لدقتها ، كأن كل واحدة منها خلة . والخل : عرق في العنق متصل بالرأس . والخلخال من الباب أيضا ، لدقته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية