الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( ربع ) الراء والباء والعين أصول ثلاثة ، أحدها جزء من أربعة أشياء ، والآخر الإقامة ، والثالث الإشالة والرفع .

                                                          فأما الأول فالربع من الشيء . يقال ربعت القوم أربعهم ، إذا أخذت ربع أموالهم وربعتهم أربعهم ، إذا كنت لهم رابعا . والمرباع من هذا ، وهو شيء كان يأخذه الرئيس ، وهو ربع المغنم . قال عبد الله بن عنمة الضبي :


                                                          لك المرباع منها والصفايا وحكمك والنشيطة والفضول

                                                          وفي الحديث : " لم أجعلك تربع " ، أي تأخذ المرباع . فأما قول لبيد :


                                                          أعطف الجون بمربوع متل

                                                          قولان : أحدهما أنه أراد الرمح وهو الذي ليس بطويل ولا قصير ، كما يقال رجل ربعة من الرجال . ومن قال هذا القول ذهب إلى أن الباء بمعنى مع ، كأنه [ ص: 480 ] قال : أعطف الجون - وهو فرسه - ومعي مربوع متل . وقياس الربعة من الباب الثاني . والقول الثاني أنه أراد عنانا على أربع قوى . وهذا أظهر الوجهين . ومن الباب رباعيات الأسنان ما دون الثنايا . والربع في الحمى والورد ما يكون في اليوم الرابع ، وهو أن ترد يوما وترعى يومين ثم ترد اليوم الرابع . ويقال : ربعت عليه الحمى وأربعت . والأربعاء على أفعلاء; من الأيام . وقد ذكر الأربعاء بفتح الباء . ومن الباب الربيع ، وهو زمان من أربعة أزمنة والمربع : منزل القوم في ذلك الزمان . والربع : الفصيل ينتج في الربيع . وناقة مربع ، إذا نتجت في الربيع; فإن كان ذلك عادتها فهي مرباع . ومن الباب أربع الرجل ، إذا ولد له في الشباب ، وولده ربعيون .

                                                          والأصل الآخر : الإقامة ، يقال ربع يربع . والربع : محلة القوم . ومن الباب : القوم على ربعاتهم ، أي على أمورهم الأول ، كأنه الأمر الذي أقاموا عليه قديما إلى الأبد . ويقولون : " اربع على ظلعك " أي تمكث وانتظر . ويقال : غيث مربع مرتع . فالمربع : الذي يحبس من أصابه في مربعه عن الارتياد والنجعة . والمرتع : الذي ينبت ما ترتع فيه الإبل .

                                                          والأصل الثالث : ربعت الحجر ، إذا أشلته . ومنه الحديث : " أنه مر بقوم يربعون حجرا " ، و " يرتبعون " . والحجر نفسه ربيعة . والمربعة : العصا التي تحمل بها الأحمال حتى توضع على ظهور الدواب . وأنشد :

                                                          [ ص: 481 ]

                                                          أين الشظاظان وأين المربعه     وأين وسق الناقة المطبعه

                                                          الشظاظان : العودان اللذان يجعلان في عرى الجوالق . والمطبعة : المثقلة .

                                                          والوسق : الحمل . ويقال الربيعة : البيضة من السلاح . ويقال رابعني فلان ، إذا حمل معك الحمل بالمربعة .

                                                          ومما شذ عن الأصول الربعة ، وهي المسافة بين أثافي القدر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية