الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ومنه ( خربق ) عمله : أفسده . وهي منحوتة من كلمتين من خرب وخرق . وذلك أن الأخرق : الذي لا يحسن عمله . وخربه : إذا ثقبه . وقد مضى .

                                                          وأما قولهم لذكر العناكب ( خدرنق ) فهذا من الكلام الذي لا يعول على مثله ، ولا وجه للشغل به .

                                                          و [ أما ] قولهم للقرط ( خربصيص ) فالباء زائدة ، لأن الخرص الحلقة . وقد مر . قال في الخربصيص :


                                                          جعلت في أخراتها خربصيصا من جمان قد زان وجها جميلا

                                                          ويقولون ( خلبص ) الرجل ، إذا فر . والباء فيه زائدة ، وهو من خلص . وقال :


                                                          لما رآني بالبراز حصحصا     في الأرض مني هربا وخلبصا

                                                          ويقولون ( الخنبصة ) : اختلاط الأمر . فإن كان صحيحا فالنون زائدة ، وإنما هو من خبص ، وبه سمي الخبيص .

                                                          و ( الخرطوم ) معروف ، والراء زائدة ، والأصل فيه الخطم ، وقد مر . فأما الخمر فقد تسمى بذلك . ويقولون : هو أول ما يسيل عند العصر . فإن كان كذا فهو قياس الباب ; لأن الأول متقدم .

                                                          ومن ذلك اشتقاق الخطم والخطام . ومن الباب تسميتهم سادة القوم الخراطيم .

                                                          [ ص: 252 ] ومن ذلك ( الخنطولة ) : الطائفة من الإبل والدواب وغيرها . والجمع حناطيل . قال ذو الرمة :


                                                          دعت مية الأعداد واستبدلت بها     خناطيل آجال من العين خذل

                                                          والنون في ذلك زائدة ; لأن في الجماعات إذا اجتمعت الاضطراب وتردد بعض على بعض .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية