الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خبر ) الخاء والباء والراء أصلان : فالأول العلم ، والثاني يدل على لين ورخاوة وغزر .

                                                          فالأول الخبر : العلم بالشيء . تقول : لي بفلان خبرة وخبر . والله تعالى الخبير ، أي العالم بكل شيء . وقال الله تعالى : ولا ينبئك مثل خبير .

                                                          والأصل الثاني : الخبراء ، وهي الأرض اللينة . قال عبيد يصف فرسا :


                                                          سدكا بالطعن ثبتا في الخبار

                                                          والخبير : الأكار ، وهو من هذا ، لأنه يصلح الأرض ويدمثها ويلينها . وعلى هذا يجري هذا الباب كله ; فإنهم يقولون : الخبير الأكار ، لأنه يخابر الأرض ، أي يؤاكرها . فأما المخابرة التي نهي عنها فهي المزارعة بالنصف لها [ أو ] الثلث أو الأقل من ذلك أو الأكثر . ويقال له : " الخبر ، أيضا . وقال قوم : المخابرة مشتق من اسم خيبر .

                                                          ومن الذي ذكرناه من الغزر قولهم للناقة الغزيرة : خبر . وكذلك المزادة العظيمة خبر ; والجمع خبور .

                                                          و [ من ] الذي ذكرناه من اللين تسميتهم الزبد خبيرا . والخبير : النبات اللين . وفي الحديث : " ونستخلب الخبير " .

                                                          [ ص: 240 ] والخبير : الوبر . قال الراجز :


                                                          حتى إذا ما طار من خبيرها

                                                          ويقال مكان خبر ، إذا كان دفيئا كثير الشجر والماء . وقد خبرت الأرض . وهو قياس الباب .

                                                          ومما شذ عن الأصل الخبرة ، وهي الشاة يشتريها القوم يذبحونها ويقتسمون لحمها . قال :


                                                          إذا ما جعلت الشاة للقوم خبرة     فشأنك إني ذاهب لشؤوني



                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية