الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خيل ) الخاء والياء واللام أصل واحد يدل على حركة في تلون . فمن ذلك الخيال ، وهو الشخص . وأصله ما يتخيله الإنسان في منامه ; لأنه يتشبه ويتلون . ويقال خيلت للناقة ، إذا وضعت لولدها خيالا يفزع منه الذئب فلا يقربه . والخيل معروفة . وسمعت من يحكي عن بشر الأسدي عن الأصمعي قال : كنت عند أبي عمرو بن العلاء ، وعنده غلام أعرابي فسئل أبو عمرو : لم سميت الخيل خيلا ؟ فقال : لا أدري . فقال الأعرابي : لاختيالها . فقال أبو عمرو : اكتبوا . وهذا صحيح ; لأن المختال في مشيته يتلون في حركته ألوانا . والأخيل : طائر ، وأظنه ذا ألوان ، يقال هو الشقراق . والعرب تتشاءم به . يقال بعير مخيول ، إذا وقع الأخيل على عجزه فقطعه . وقال الفرزدق :


                                                          إذا قطنا بلغتنيه ابن مدرك فلاقيت من طير الأشائم أخيلا

                                                          يقول : إذا بلغتني هذا الممدوح لم أبل بهلكتك ; كما قال ذو الرمة :


                                                          إذا ابن أبي موسى بلالا بلغته     فقام بفأس بين وصليك جازر

                                                          [ ص: 236 ] وقال الشماخ :


                                                          إذا بلغتني وحملت رحلي     عرابة فاشرقي بدم الوتين

                                                          ويقال تخيلت السماء ، إذا تهيأت للمطر ، ولا بد أن يكون عند ذلك تغير لون . والمخيلة : السحابة . والمخيلة : التي تعد بمطر . فأما قولهم خيلت على الرجل تخييلا ، إذا وجهت التهمة إليه ، فهو من ذلك ; لأنه يقال : يشبه أن يكون كذا يخيل إلي أنه كذا ، ومنه تخيلت عليه تخيلا ، إذا تفرست فيه .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية