الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حنث ) الحاء والنون والثاء أصل واحد ، وهو الإثم والحرج . يقال حنث فلان في كذا ، أي أثم . ومن ذلك قولهم : بلغ الغلام الحنث ، أي بلغ مبلغا جرى عليه القلم بالطاعة والمعصية ، وأثبتت عليه ذنوبه . ومن ذلك الحنث [ ص: 109 ] في اليمين ، وهو الخلف فيه . فهذا وجه الإثم . وأما قولهم فلان يتحنث من كذا ، فمعناه يتأثم . والفرق بين أثم وتأثم ، أن التأثم التنحي عن الإثم ، كما يقال حرج وتحرج ; فحرج وقع في الحرج ، وتحرج تنحى عن الحرج . وهذا في كلمات معلومة قياسها واحد .

                                                          ومن ذلك التحنث وهو التعبد . ومنه الحديث : " أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأتي غار حراء فيتحنث فيه الليالي ذوات العدد " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية