الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خدع ) الخاء والدال والعين أصل واحد ، ذكر الخليل قياسه . قال الخليل . الإخداع إخفاء الشيء . قال : وبذلك سميت الخزانة المخدع . وعلى هذا الذي ذكر الخليل يجري الباب . فمنه خدعت الرجل ختلته . ومنه : " الحرب خدعة " و " خدعة " . ويقال خدع الريق في الفم ، وذلك أنه يخفى في الحلق ويغيب . قال :


                                                          طيب الريق إذا الريق خدع

                                                          ويقال : " ما خدعت بعيني نعسة " ، أي لم يدخل المنام في عيني . قال :


                                                          أرقت فلم تخدع بعيني نعسة     ومن يلق ما لاقيت لا بد يأرق

                                                          والأخدع : عرق في سالفة العنق . وهو خفي . ورجل مخدوع : قطع أخدعه . ولفلان خلق خادع ، إذا تخلق بغير خلقه . وهو من الباب ; لأنه يخفي خلاف ما يظهره . ويقال : إن الخدعة الدهر ، في قوله :


                                                          يا قوم من عاذري من الخدعه

                                                          وهذا على معنى التمثيل ، كأنه يغر ويخدع . ويقال : غول خيدع ، كأنها [ ص: 162 ] تغتال وتخدع . وزعم ناس أنهم يقولون : دينار خادع ، أي ناقص الوزن . فإنه كان كذا فكأنه أرى التمام وأخفى النقصان حتى أظهره الوزن . ومن الباب الخيدع ، وهو السراب ، والقياس واحد .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية