الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حفى ) الحاء والفاء وما بعدهما معتل ثلاثة أصول : المنع ، واستقصاء السؤال ، والحفاء خلاف الانتعال .

                                                          فالأول : قولهم حفوت الرجل من كل شيء ، إذا منعته .

                                                          وأما الأصل الثاني : فقولهم حفيت إليه في الوصية بالغت . وتحفيت به : بالغت في إكرامه ، وأحفيت . والحفي : المستقصي في السؤال . قال الأعشى :


                                                          فإن تسألي عني فيا رب سائل حفي عن الأعشى به حيث أصعدا

                                                          وقال قوم ، وهو من الباب حفيت بفلان وتحفيت ، إذا عنيت به . والحفي : العالم بالشيء .

                                                          والأصل الثالث : الحفا مقصور ، مصدر الحافي . ويقال حفي الفرس : انسحج حافره . وأحفى الرجل : حفيت دابته . قال الكسائي : حاف بين الحفية والحفاية . وقد حفي يحفى ، وهو الذي لا خف في رجليه ولا نعل .

                                                          فأما الذي حفي من كثرة المشي فإنه حف بين الحفاء ، مقصور .

                                                          فأما المهموز فالحفأ مقصور ، وهو أصل البردي الأبيض الرطب ; وهو يؤكل . وفسر على ذلك قوله صلى الله عليه وآله وسلم : ما لم تحتفئوا بها فشأنكم بها . ويقال احتفأته ، إذا اقتلعته .

                                                          [ ص: 84 ]

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية