الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خبط ) الخاء والباء والطاء أصل واحد يدل على وطء وضرب . يقال خبط البعير الأرض بيده : ضربها . ويقال خبط الورق من الشجر ، وذلك إذا ضربه ليسقط . وقد يحمل على ذلك ، فيقال لداء يشبه الجنون : الخباط ، كأن الإنسان يتخبط . قال الله تعالى : إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس . ويقال لما بقي من طعام أو غيره : خبطة . والخبطة : الماء القليل ; لأنه يتخبط فلا يمتنع . فأما قولهم اختبط فلان [ فلانا ] إذا أتاه طالبا عرفه ، فالأصل فيه أن الساري إليه أو السائر لا بد من أن يختبط الأرض ، ثم اختصر الكلام فقيل للآتي طالبا جدوى : مختبط . ويقال إن الخبطة : المطرة الواسعة في الأرض . وسميت عندنا بذلك لأنها تخبط الأرض تضربها . وقد روى ناس عن الشيباني ، أن الخابط النائم ، وأنشدوا عنه :


                                                          يشدخن بالليل الشجاع الخابطا

                                                          فإن كان هذا صحيحا فلأن النائم يخبط الأرض بجسمه ، كأنه يضربها به . [ ص: 242 ] ويجوز أن يكون الشجاع الخابط إنما سمي به لأنه يخبط ، تخبطه المارة ، كما قال القائل :


                                                          تقطع أعناق التنوط بالضحى     وتفرس بالظلماء أفعى الأجارع

                                                          فأما الخباط فسمة في الفخذ ، وسمي بذلك لأن الفخذ تخبط به .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية