الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حلو ) الحاء واللام وما بعدها معتل ، ثلاثة أصول : فالأول طيب الشيء في ميل من النفس إليه ، والثاني تحسين الشيء ، والثالث - وهو مهموز - تنحية الشيء .

                                                          فالأول الحلو ، وهو خلاف المر . يقال استحليت الشيء ، وقد حلا في فمي يحلو ، والحلواء الذي يؤكل يمد ويقصر . ويقال حلي بعيني يحلى . وتحالت المرأة إذا أظهرت حلاوة ، كما يقال تباكى وتعالى ، وهو إبداؤه للشيء لا يخفى مثله . قال أبو ذؤيب :


                                                          فشأنكها إني أمين وإنني إذا ما تحالى مثلها لا أطورها

                                                          ومن الباب حلوت الرجل حلوانا ، إذا أعطيته ونهى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن حلوان الكاهن ، وما يجعل له على كهانته . قال أوس :


                                                          كأني حلوت الشعر يوم مدحته     صفا صخرة صماء يبس بلالها

                                                          [ ص: 95 ] والحلوان أيضا أن يأخذ الرجل من مهر ابنته لنفسه . وذلك عار عند العرب . قالت امرأة تمدح زوجها :


                                                          لا يأخذ الحلوان من بناتيا

                                                          والأصل الثاني : الحلي حلي المرأة ، وهو جمع حلي ، كما يقال ثدي وثدي ، وظبي وظبي . وحليت المرأة . وهذه حلية الشيء أي صفته . ويقال حلية السيف ، ولا يقال حلي السيف .

                                                          والأصل الثالث : وهو تنحية الشيء ، يقال حلأت الإبل عن الماء ; إذا طردتها عنه . قال :


                                                          محلإ عن سبيل الماء مطرود

                                                          ويقال لما قشر عن الجلد الحلاءة مثل فعالة ; يقال منه حلأت الأديم قشرته . والحلوء على فعول : أن تحك حجرا [ على حجر ] يكتحل بحكاكتهما الأرمد . ويقال منه أحلأت الرجل . ويقال حلأت الأرض ، إذا ضربتها .

                                                          ومما شذ عن الباب حلأه مائة درهم ، إذ نقده إياها; وحلأه مائة سوط .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية