الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حصوى ) الحاء والصاد والحرف المعتل ثلاثة أصول : الأول المنع ، والثاني العد والإطاقة ، والثالث شيء من أجزاء الأرض .

                                                          فالأول الحصو . قال الشيباني : هو المنع ; يقال حصوته أي منعته . قال :


                                                          ألا تخاف الله إذ حصوتني حقي بلا ذنب وإذ عننتني

                                                          [ ص: 70 ] والأصل الثاني : أحصيت الشيء ، إذا عددته وأطقته . قال الله تعالى : علم أن لن تحصوه . وقال تعالى : أحصاه الله ونسوه .

                                                          والأصل الثالث : الحصى ، وهو معروف . يقال أرض محصاة ، إذا كانت ذات حصى . وقد قيل حصيت تحصى .

                                                          ومما اشتق منه الحصاة ; يقال ما له حصاة ، أي ما له عقل . وهو من هذا ; لأن في الحصى قوة وشدة . والحصاة : العقل ، لأن به تماسك الرجل وقوة نفسه . قال :


                                                          وإن لسان المرء ما لم تكن له     حصاة على عوراته لدليل

                                                          ويقال لكل قطعة من المسك حصاة; فهذا تشبيه لا قياس .

                                                          وإذا همز فأصله تجمع الشيء ; يقال أحصأت الرجل ، إذا أرويته من الماء ، وحصئ هو . ويقال حصأ الصبي من اللبن ، إذا ارتضع حتى تمتلئ معدته ، وكذلك الجدي .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية