الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رعى ) الراء والعين والحرف المعتل أصلان : أحدهما المراقبة والحفظ ، والآخر الرجوع .

                                                          فالأول رعيت الشيء ، رقبته; ورعيته ، إذا لاحظته . والراعي : الوالي . قال أبو قيس :


                                                          ليس قطا مثل قطي ولا ال مرعي في الأقوام كالراعي

                                                          والجميع الرعاء ، وهو جمع على فعال نادر ، ورعاة أيضا . وراعيت [ الأمر ] : نظرت إلام يصير . ورعيت النجوم : رقبتها . قالت الخنساء :


                                                          أرعى النجوم وما كلفت رعيتها     وتارة أتغشى فضل أطماري

                                                          [ ص: 409 ] والإرعاء : الإبقاء ، وهو من ذاك الأصل; لأنه يحافظ على ما يحافظ عليه . قال ذو الإصبع :


                                                          عذير الحي من عدوا     ن كانوا حية الأرض
                                                          بغى بعض على بعض     فلم يرعوا على بعض

                                                          ورجل ترعية وترعاية : حسن الرعية بالإبل . ومن الباب أرعيته سمعي : أصغيت إليه . وأرعني سمعك ، بكسر العين ، أي ليرقب سمعك ما أقوله .

                                                          والأصل الآخر : ارعوى عن القبيح ، إذا رجع . وحكى بعضهم : فلان حسن الرعو والرعو والرعوى .

                                                          ومن الشاذ عن الأصلين : الرعاوى والرعاوى ، وهي الإبل التي يعتمل عليها . قالت امرأة تخاطب بعلها :


                                                          تمششتني حتى إذا ما تركتني     كنضو الرعاوى قلت إني ذاهب

                                                          وممكن أن يكون هذا من الأصل ، لأنها تهرم فترد إلى حال سيئة ، كما قال جل ثناؤه : ومنكم من يرد إلى أرذل العمر .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية