الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خرق ) الخاء والراء والقاف أصل واحد ، وهو مزق الشيء وجوبه ، إلى ذلك يرجع فروعه . فيقال : خرقت الأرض ، أي جبتها . واخترقت الريح الأرض ، إذا جابتها . والمخترق : الموضع الذي يخترقه الرياح . قال رؤبة :


                                                          وقاتم الأعماق خاوي المخترق

                                                          والخرق : المفازة ، لأن الرياح تخترقها . والخرق : الرجل السخي ، كأنه يتخرق بالمعروف . والخرق : نقيض الرفق ، كأن الذي يفعله متخرق . والتخرق : خلق الكذب . وريح خرقاء : لا تدوم في الهبوب على جهة . والخرقاء : المرأة لا تحسن عملا . قال :


                                                          خرقاء بالخير لا تهدي لوجهته     وهي صناع الأذى في الأهل والجار

                                                          والخرقاء من الشاء وغيرها : المثقوبة الأذن . وبعير أخرق : يقع منسمه بالأرض قبل خفه . والخرقة معروفة ، والجمع خرق . وذو الخرق الطهوي سمي بذلك لقوله :

                                                          [ ص: 173 ]

                                                          عليها الريش والخرق

                                                          والخرقة من الجراد : القطعة . قال :


                                                          قد نزلت بساحة ابن واصل     خرقة رجل من جراد نازل

                                                          قال الفراء : يقال : " مررت بخريق من الأرض بين مسحاوين " ، وهي التي اتسعت واتسع نباتها . والجمع خرق . قال :


                                                          في خرق تشبع من رمرامها

                                                          ومن الباب الخرق ، وهو التحير والدهش . ويقال خرق الغزال ، إذا طاف به الصائد فدهش ولصق بالأرض . ويقال مثل ذلك تشبيها : خرق الرجل في بيته ; إذا لم يبرح . والخرق : طائر يلصق بالأرض . ثم يتسع في ذلك فيقال الخرق الحياء . وحكي عن بعض العرب : " ليس بها طول يذيمها ، ولا قصر يخرقها " ، أي لا تستحيي منه فتخرق . والمخاريق : [ ما تلعب به الصبيان من الخرق المفتولة ] . قال :


                                                          مخاريق بأيدي لاعبينا

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية