الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حروى ) الحاء والراء وما بعدها معتل . أصول ثلاثة : فالأول جنس من الحرارة ، والثاني القرب والقصد ، والثالث الرجوع .

                                                          فالأول الحرو . من قولك وجدت في فمي حروة وحراوة ، وهي حرارة من شيء يؤكل كالخردل ونحوه . ومن هذا القياس حراة النار ، وهو التهابها . ومنه الحرة الصوت والجلبة .

                                                          وأما القرب والقصد فقولهم أنت حرى أن تفعل كذا . ولا يثنى على هذا اللفظ ولا يجمع . فإذا قلت حري قلت حريان وحريون وأحرياء للجماعة . وتقول هذا الأمر محراة لكذا . ومنه قولهم : هو يتحرى الأمر ، أي يقصده . ويقال إن [ ص: 48 ] الحرا مقصور : موضع البيض ، وهو الأفحوص . ومنه تحرى بالمكان : تلبث . ومنه قولهم نزلت بحراه وبعراه ، أي بعقوته .

                                                          والثالث : قولهم حرى الشيء يحري حريا ، إذا رجع ونقص . وأحراه الزمان . ويقال للأفعى التي كبرت ونقص جسمها حارية . وفي الدعاء عليه يقولون : " رماه الله بأفعى حارية " ، لأنها تنقص من مرور الزمان عليها وتحري ، فذلك أخبث . وفي الحديث : " لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم جعل جسم أبي بكر يحري حتى لحق به " .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية