الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( دب ) الدال والباء أصل واحد صحيح منقاس ، وهو حركة على الأرض أخف من المشي . تقول : دب دبيبا . وكل ما مشى على الأرض فهو دابة . وفي الحديث : " لا يدخل الجنة ديبوب ، ولا قلاع " . يراد بالديبوب النمام الذي يدب بين الناس بالنمائم . والقلاع : الذي يشي بالإنسان إلى سلطانه ليقلعه عن مرتبة له عنده . ويقال : ناقة دبوب ، إذا كانت لا تمشي من كثرة اللحم إلا دبيبا . ويقال : ما بالدار دبي ودبي ، أي أحد يدب . ويقال : طعنة دبوب ، إذا كانت تدب بالدم . قال الهذلي :


                                                          بصفحته دبوب تقلس

                                                          ، ويقال : ركب فلان دبة فلان ، وأخذ بدبته ، إذا فعل مثل فعله ، كأنه مشى مثل مشيه . والدباء : القرع . ويجوز أن يكون شاذا ، ومحتمل أن يكون سمي بذلك لملاسته ، كأنه يخف إذا دحرج . قال امرؤ القيس :

                                                          [ ص: 264 ]

                                                          إذا أقبلت قلت دباءة     من الخضر مغموسة في الغدر

                                                          ، وأما الدبب في الشعر فمن باب الإبدال; لأن الدال فيه مبدلة من زاء . والأدبب من الإبل : الأزب . وفي الحديث - إن صح - : " أيتكن صاحبة الجمل الأدبب " . وأما الدبوب ، فيقال إنه الغار البعيد القعر . وليس هذا بشيء .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية