الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رد ) الراء والدال أصل واحد مطرد منقاس ، وهو رجع الشيء . تقول : رددت الشيء أرده ردا . وسمي المرتد لأنه رد نفسه إلى كفره . والرد : عماد الشيء الذي يرده ، أي يرجعه عن السقوط والضعف . والمردودة : المرأة المطلقة . ومنه الحديث : أنه قال لسراقة بن مالك : " ألا أدلك على أفضل الصدقة ، ابنتك مردودة عليك ، ليس لها كاسب غيرك " . ويقال شاة مرد وناقة مردة ، وذلك إذا أضرعت ، كأنها لم تكن ذات لبن فرد عليها ، أو ردت هي لبنها . قال :


                                                          تمشي من الردة مشي الحفل

                                                          ويقال هذا أمر لا رادة له ، أي لا مرجوع له ولا فائدة فيه . والردة : تقاعس [ ص: 387 ] في الذقن ، كأنه رد إلى ما وراءه . والردة : قبح في الوجه مع شيء من جمال ، يقال في وجهها ردة ، أي إن ثم ما يرد الطرف ، أي يرجعه عنها . والمتردد : الإنسان المجتمع الخلق ، كأن بعضه رد على بعض . ويقال - وفيه نظر - إن المردودة الموسى ، وذلك أنها ترد في نصابها . ويقال نهر مرد : كثير الماء . وهذا مشتق من ردة الشاة والناقة . ومن الباب رجل مرد ، إذا طالت عزبته; وهو من الذي ذكرناه من ردة الشاة ، كأن ماءه قد اجتمع في فقرته ، كما قال :


                                                          رأت غلاما قد صرى في فقرته     ماء الشباب عنفوان شرته

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية