الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( رجى ) الراء والجيم والحرف المعتل أصلان متباينان ، يدل أحدهما على الأمل ، والآخر على ناحية الشيء .

                                                          فالأول الرجاء ، وهو الأمل . يقال رجوت الأمر أرجوه رجاء . ثم يتسع في ذلك ، فربما عبر عن الخوف بالرجاء . قال الله تعالى : ما لكم لا ترجون لله وقارا ، أي لا تخافون له عظمة . وناس يقولون : ما أرجو ، أي ما أبالي . وفسروا الآية على هذا ، وذكروا قول القائل :

                                                          [ ص: 495 ]

                                                          إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وخالفها في بيت نوب عوامل

                                                          قالوا : معناه لم يكترث . ويقال للفرس إذا دنا نتاجها : قد أرجت ترجي إرجاء .

                                                          وأما الآخر فالرجا ، مقصور : الناحية من البئر; وكل ناحية رجا . قال الله جل جلاله : والملك على أرجائها . والتثنية الرجوان . قال :


                                                          فلا يرمى بي الرجوان إني     أقل الناس من يغني غنائي

                                                          وأما المهموز فإنه يدل على التأخير . يقال أرجأت الشيء : أخرته . قال الله جل ثناؤه : ترجي من تشاء منهن ; ومنه سميت المرجئة .

                                                          قال الشيباني : أرجأت .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية