الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حف ) الحاء والفاء ثلاثة أصول : الأول ضرب من الصوت ، والثاني أن يطيف الشيء بالشيء ، والثالث شدة في العيش .

                                                          [ ص: 15 ] تفسير ذلك : الأول الحفيف حفيف الشجر ونحوه ، وكذلك حفيف جناح الطائر .

                                                          والثاني : قولهم حف القوم بفلان إذا أطافوا به . قال الله تعالى : وترى الملائكة حافين من حول العرش . ومن ذلك حفافا كل شيء : جانباه . قال طرفة :


                                                          كأن جناحي مضرحي تكنفا حفافيه شكا في العسيب بمسرد

                                                          ومن هذا الباب : هو على حفف أمر أي ناحية منه ، وكل ناحية شيء فإنها تطيف به . ومن هذا الباب قولهم : " فلان يحفنا ويرفنا " كأنه يشتمل علينا فيعطينا ويميرنا .

                                                          والثالث : الحفوف والحفف ، وهو شدة العيش ويبسه . قال أبو زيد : حفت أرضنا وقفت ، إذا يبس بقلها . وهو كالشظف . ويقال : هم في حفف من العيش ، أي ضيق ومحل ، ثم يجرى هذا حتى يقال رأس فلان محفوف وحاف ، إذا بعد عهده بالدهن ، ثم يقال حفت المرأة وجهها من الشعر . واحتففت النبت إذا جززته .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية