الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خصر ) الخاء والصاد والراء أصلان : أحدهما البرد ، والآخر وسط الشيء .

                                                          فالأول قولهم خصر الإنسان يخصر خصرا ، إذا آلمه البرد في أطرافه . وخصر يومنا خصرا ، أي اشتد برده . ويوم خصر . قال حسان :


                                                          رب خال لي لو أبصرته سبط المشية في اليوم الخصر

                                                          وأما الآخر فالخصر خصر الإنسان وغيره ، وهو وسطه المستدق فوق الوركين . والمخصر : الدقيق الخصر . ومنه النعل المخصرة . وأما المخصرة فقضيب أو عصا يكون مع الخاطب إذا تكلم ; والجمع مخاصر . قال :


                                                          إذا وصلوا أيمانهم بالمخاصر

                                                          [ ص: 189 ] وإنما سميت بذلك لأنها توازي خصر الإنسان . والمخاصرة : أن يأخذ الرجل [ بيد آخر ] ويتماشيان ويد كل واحد منهما عند خصر صاحبه . قال :


                                                          ثم خاصرتها إلى القبة الخض     راء تمشي في مرمر مسنون

                                                          وخصر الرمل : وسطه . قال :


                                                          أخذن خصور الرمل ثم جزعنه     على كل قيني قشيب ومفأم

                                                          والاختصار في الكلام : ترك فضوله واستيجاز معانيه . وكان بعض أهل اللغة يقول الاختصار أخذ أوساط الكلام وترك شعبه . ويقال إن المخاصرة في الطريق كالمخازمة . وقد ذكر . والله أعلم .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية