الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( خلج ) الخاء واللام والجيم أصل واحد يدل على لي وفتل وقلة استقامة . فمن ذلك الخليج ، وهو ماء يميل ميلة عن معظم الماء فيستقر . وخليجا النهر أو البحر : جناحاه . وفلان يتخلج في مشيته ، إذا كان يتمايل . ومن ذلك قولهم : خلجني عن الأمر ، أي شغلني ، لأنه إذا شغله عنه فقد مال به عنه . والمخلوجة : الطعنة التي ليست بمستوية ، في قول امرئ القيس :


                                                          نطعنهم سلكى ومخلوجة كرك لأمين على نابل

                                                          فالسلكى : المستوية . والمخلوجة : المنحرفة المائلة .

                                                          ومنه قولهم : خلجت الشيء من يده ، أي نزعته . وخالجت فلانا : نازعته . وفي الحديث في قراءة القرآن : " لعل بعضكم خالجنيها " . والخليج : الرسن ، سمي بذلك لأنه يلوى ليا ويفتل فتلا . قال :

                                                          [ ص: 207 ]

                                                          وبات يغني في الخليج كأنه     كميت مدمى ناصع اللون أقرح

                                                          ويقال خلجته الخوالج ، كما يقال عدته العوادي . وأما قول الحطيئة :


                                                          بمخلوجة فيها عن العجز مصرف

                                                          فإنه يصف الرأي ، وشبهه بالحبل المحكم المفتول . فهذا إذا تشبيه . ويجوز أن يكون لما قيل : فيها عن العجز مصرف ، جعلها مخلوجة ، لأنه قد عدل بها عن العجز .

                                                          فأما قولهم : خلجت الناقة ، وذلك إذا فطمت ولدها فقل لبنها ، فهو من الباب ، لأنه عدل بها عن ولدها وعدل ولدها عنها . ويقال سحاب مخلوج : متفرق . فإن كان صحيحا فهو من الباب ، لأن قطعة منه تميل عن الأخرى . والخلج : فساد وداء . وهو من الباب .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية