الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط
فهرس الكتاب
                                                          صفحة جزء
                                                          ( حج ) الحاء والجيم أصول أربعة . فالأول القصد ، وكل قصد حج . قال :


                                                          وأشهد من عوف حلولا كثيرة يحجون سب الزبرقان المزعفرا

                                                          ثم اختص بهذا الاسم القصد إلى البيت الحرام للنسك . والحجيج : الحاج . قال :


                                                          ذكرتك والحجيج لهم ضجيج     بمكة والقلوب لها وجيب

                                                          [ ص: 30 ] ويقال لهم الحج أيضا . قال :


                                                          حج بأسفل ذي المجاز نزول

                                                          وفي أمثالهم : " لج فحج " . ومن أمثالهم : " الحاج أسمعت " ، وذلك إذا أفشى السر . أي إنك إذا أسمعت الحجاج فقد أسمعت الخلق .

                                                          ومن الباب المحجة ، وهي جادة الطريق . قال :


                                                          ألا بلغا عني حريثا رسالة     فإنك عن قصد المحجة أنكب

                                                          وممكن أن يكون الحجة مشتقة من هذا ; لأنها تقصد ، أو بها يقصد الحق المطلوب . يقال حاججت فلانا فحججته أي غلبته بالحجة ، وذلك الظفر يكون عند الخصومة ، والجمع حجج . والمصدر الحجاج .

                                                          ومن الباب حججت الشجة ، وذلك إذا سبرتها بالميل ، لأنك قصدت معرفة قدرها . قال :


                                                          يحج مأمومة في قعرها لجف

                                                          ويقال بل هو أن يصب على دم الشجة السمن ، فيظهر فيؤخذ بقطنة . قال أبو ذؤيب :


                                                          وصب عليها المسك حتى كأنها     أسي على أم الدماغ حجيج

                                                          [ ص: 31 ] والأصل الآخر : الحجة وهي السنة . وقد يمكن أن يجمع هذا إلى الأصل الأول ; لأن الحج في السنة لا يكون إلا مرة واحدة ، فكأن العام سمي بما فيه من الحج حجة . قال :


                                                          يرضن صعاب الدر في كل حجة     ولو لم تكن أعناقهن عواطلا

                                                          قال قوم : أراد السنة ; وقال قوم : الحجة هاهنا : شحمة الأذن . ويقال بل الحجة الخرزة أو اللؤلؤة تعلق في الأذن . وفي القولين نظر .

                                                          والأصل الثالث : الحجاج ، وهو العظم المستدير حول العين . يقال للعظيم الحجاج أحج ، جمع الحجاج أحجة .

                                                          وزعم أبو عمرو أنه يقال للمكان المتكاهف ومن الصخرة حجاج .

                                                          والأصل الرابع : الحجحجة النكوص . يقال : حملوا علينا ثم حجحجوا . والمحجحج : العاجز . قال :


                                                          ضربا طلخفا ليس بالمحجحج

                                                          ويقال أنا لا أحجحج في كذا ، أي لا أشك . يقولون : لا تذهبن بك حجحجة ولا لجلجة . ورجل حجحج : فسل .

                                                          التالي السابق


                                                          الخدمات العلمية